recent
أحدث الموضوعات

سلسلة رواد وأساطير الاتحاد السكندري - (1) حسن رسمي

سلسلة رواد وأساطير الاتحاد السكندري - (1) حسن رسمي

سلسلة رواد وأساطير الاتحاد السكندري - (1) حسن رسيم

كتب: محمد يوسف


من خلال هذه السلسلة التاريخية، سأعرض لكم تعريفًا بالشخصيات المؤثرة في تاريخ الاتحاد السكندري منذ نشأته الأولى في 1906.


الرواد والأساطير الذين صنعوا تاريخ الاتحاد، سواء كانوا رؤساء أو لاعبين أو مدربين.


نبدأ السلسلة بالحديث عن مؤسس نادي الاتحاد السكندري، حسن رسمي.


من هو حسن رسمي؟

لاتوجد معلومات مؤكدة عن تواريخ الميلاد أو الوفاة، ولكني رجحت أنه عاش فى الفترة من 1885 إلى 1935.

وهكذا كان حالي فى تسنين نجوم العشريات الأولى، إذا انعدمت المصادر عنهم.

وأعتقد أننى أصبت فى ذلك إلى حدٍ كبير، بعد مراجعات مع الأسر فيما بعد، نجد أن التواريخ متقاربة، وذلك حفظًا لوجود الأساطير والنجوم القديمة فى سجل تواريخ الميلاد والوفيات الذي جمعته من العدم ومن لاشيء، فليس لدينا أرشيف ولاسجلات تخص النادي للأسف الشديد.


كان الشاب حسن محمد إسماعيل رسمي شابًا يافعًا مثل كل جيله من أبناء الإسكندرية، وطنيًا غيورًا على بلده، محبًا وعاشقًا لترابها، وكان لديه الشغف وحب الاستطلاع، وتعلم كل ماهو جديد.


خلال نشأته كغلامٍ صغير، شاهد موطنه يرزخ تحت نير الاحتلال الإنجليزى للبلاد، وتم تدمير مدينته العريقة بالمدافع حتى أصبحت أثرًا بعد عام 1882، فنشأ على بغض المحتل وكراهيته، وتواقًا لليوم الذى تتحرر فيه البلاد.


وشارك حسن رسمي في تجمع الشباب الوطنى لمكافحة الاحتلال، ويتم نهب معسكراتهم أو ضرب جنودهم السكارى فى شوارع الإسكندرية، لكن لفت نظر الشباب المصري أن هؤلاء الجنود فى حالة صحوهم يلعبون لعبة جديدة بكرة من الجلد يتقاذفونها فيما بينهم، فتم الاستيلاء على إحدى الكرات وتبادلها الشباب السكندري فيما بينهم، يقلدون الفرق التي تنزل من الميناء لتلعب فى أرض رأس التين أو أرض الملاحة أو شاطئ الكورنيش من رأس التين الى الأنفوشي.

عرف الشباب السكندري قواعد اللعبة، وبدأ التحدي مع القوات الغازية للتباري معهم فى مباريات، وفاز فيها المصريون، وشعروا بقيمة الانتصار، وكان الانتصار في هذه اللعبة يمنحهم شعورًا بالقدرة على الانتصار على هذا المحتل الغازى فى كافة الميادين.


قصة تأسيس نادي الاتحاد السكندري

بدأ الشاب حسن رسمي فى تكوين فريقًا لكرة القدم من شباب حي رأس التين، منهم صفر الأبيض وصفر الأسود، وعبده الحمامي، وشكري الحمامي، وطوسون، وقابل، وصالح، والناقد الرياضي الكبير ابراهيم جهينة الذي ولد فى الحي ولكنه ترك الاسكندرية 1909 وغيرهم من شباب المنطقة.


اتخذ حسن رسمي من إحدى الحجرات فى الدور الأرضي من منزله مقرًا إداريًا لهذا النادي الوليد الذي اختار اسمه من الوحدة والتحدي للمستعمر، فكان اسمه نادي الاتحاد 1906 ولكن بوفاة زعيمهم الشاب الوطنى مصطفى كامل، الذي أحيا الروح الوطنية للشباب فى مصر كلها، أطلق اسم الاتحاد الوطني 1908 لإحياء ذكرى الزعيم الخالد.


كان كل شاب نابه يقوم بهذا الدور، فكل منهم يؤسس فريقًا ويطلق عليه اسمًا، فأسس رفيقاه عبده الحمامي وشكرى الحمامي نادي اسمه الأبطال المتحدة 1910، وأسند رئاسته لملازم البوليس مفضل أبو زيد الذي ترك العمل في الأسكندرية ليعرض الأخوة الحمامي رئاسة الابطال على حسن رسمي، الذي وافق على العرض بشرط عودة اسم الاتحاد وهو ماتم بالفعل، وكانت مباريات الفريق مع الأسطول الإنجليزي والفرق الأجنبية محط أنظار الجميع، وكان أخوته الصغار محمود محمد إسماعيل رسمي وشهرته محمود حوده، والأصغر السيد حوده، قد لفتا نظر شقيقهما الأكبر لبراعتهما في اللعب، وهو يشاهدهما يلعبان مع الصغار فى الشارع، وأظهرا نبوغًا وتفوقًا فى كرة القدم.


ظل حسن رسمي رئيسًا لنادي الاتحاد أغلب فترات بداية العشرية الثانية من القرن العشرين، ولكن فى بعض الوقت كان يتم اختيار مسؤولا صاحب وظيفة كبيرة أو من ذوي النفوذ، ويعود رسمي عضوًا بمجلس الإدارة إلى جوار تلك الشخصية.


تم اختيار محمد شاهين رئيسًا لنادي الاتحاد، ولكنه هو الآخر انتقل للعمل بالقاهرة، فيتم اختيار علي العبادي رئيسًا للنادي، ورسمي مازال عضوًا فى مجلس الإدارة، ويعود شاهين مرة أخرى وتتبدل الأداور بينهم.


حسن رسمي والأخوان حودة

نبغ كل من محمود حودة والسيد حودة في لعب كرة القدم، وأعجب الكابتن حسين حجازى بمهارة حودة، وتم اختياره لمنتخب مصر الذى سيسافر إلى أوليمبياد إنفرس بلجيكا 1920 ولكن يرفض حسن رسمي مشاركة حودة خوفًا عليه من السفر، ولكنه وافق على سفرهما إلى دورة باريس 1924 ويتألق الشقيقان في صفوف منتخب مصر، ويرفض رسمي احترافهما خارج مصر في أوربا لارتباطهما بنادى الاتحاد، وأيضًا يشاركان فى دورة أمستردام 1928.


حسن رسمي يستحق التكريم

وتنقطع أخبار حسن رسمي فلا تذكر المصادر التاريخية عنه أى شيء بعد ذلك، والعجيب أن جمهور الاتحاد السكندري كان يعتقد أن إطلاق اسم حسن راسم على محطة ترام الأزاريطة هو لتكريم ابن الإسكندرية البار ومؤسس نادى الاتحاد حسن رسمي، ولكننا اكتشفنا مؤخرًا هذا الخطأ الذي طالما وقعنا في أخطاء كثيرة مثله؛ كان حسن راسم هو محافظ الاسكندرية في سبعينات القرن التاسع عشر، هو كان محافظ مؤقت حتى يتم اختيار محافظ، وتكرر معه الأمر أكثر من ثلاث مرات، فى كل مرة لايتجاوز 30 أو40 يومًا في المنصب، وهو ليس مصري أصلاً، حيث ولد ودفن فى المورة باليونان.


فأيهما أولى بالتكريم رسمي ابن مصر أم راسم هذا الاجنبي الذي تولى منصبًا وغادر لبلاده الأصلية؟


نُطالب بتكريم حسن رسمي وإطلاق اسمه على محطة ترام الشاطبي المواجهة لنادى الاتحاد السكندري.

google-playkhamsatmostaqltradent